إن الجوهر الأساسي الذي يتمحور حوله أي عمل معماري يكمن في تقديم جميع وسائل الراحة والأمان التي يحتاجها الإنسان لممارسة حياته بشكل إيجابي وسوي، بعيدًا عن الضغوطات النفسية الّتي يعد المكان مسببًا لها بشكل مباشر، وهنا يكمن دور المعماري بشكل كبير في توفير تلك البيئة المريحة للمستخدمين جميعًا وتقع على عاتقه العديد من المسؤوليات، فلا تنحصر تلك المسؤولية ضمن حدود تصميم البناء فحسب، بل تمتد وتتجذر لتشمل الحي والمدينة بأكملها، والّتي لا يمكن أن تنشأ وفق خطة اعتباطية، بل تكون وفق خطة ممنهجة ومدروسة وهو ما يسمى بالعملية التخطيطية الّتي تتسلسل وفق خطوات ثابتة وتعنى بمبادئ أساسية تشمل: دراسة الأبنية ومساحاتها، والفراغات المحيطة والشوارع، وارتباطها ببعضها البعض وصولًا إلى توزيع الوظائف والفعاليات ضمن قطع من الأرض. و تعتبر الأبنية السكنية العنصر الأكثر أهمية من عناصر التخطيط الحضري، فهي تشكل القسم الأكبر من الأبنية التي تشغل أي قطاع أو مدينة أو حيّ، إذ تتعدد أنواع الأبنية السكنية وتتفاوت مواصفاتها وفقًا لعدة عوامل لعل أبرزها؛ الكثافة السكانية والطبقات الاجتماعية المتفاوتة للسكان. وتعدُّ الفلل السكنية واحدة من أبرز أنواع الأبنية السكنية باعتبارها ذات معايير خاصة بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من المساكن. فهي تتمتع بالمساحات الخضراء الخاصة، والطوابق ذات الارتفاعات المنخفضة، ومواقف السيارات المتوضعة داخل أسوار الفلل، و التي توفر درجة عالية من الأمان والخصوصية معًا، إذ تعتبر الفلل السكنية أكثر خصوصية نظرًا لمساحاتها الكبيرة التي تشغلها مقارنة مع عدد القاطنين فيها، بالإضافة إلى ما تتضمنه من وسائل رفاهية والتي تجعلها ذات طابع متفرد و مميز.