العمارة هي إحدى الوسائل التي يبتكرها الفكر ويسخّرها في إرضاء حاجات الإنسان، وأهمها تأمين بقائه وتحقيق راحته السيكولوجية فهل استطاعت الأبنية العالية تحقيق الحاجات الانسانية؟ وهل هي سيئة أم جيدة للناس؟ ما الجانب السيئ والجيد فيها ؟ وما أثرها على النسيج الحضري والمجتمعي ؟ وكيف نستطيع تطوير وتحسين تلك الأبراج لتسخيرها لخدمة متطلبات الإنسان؟
تعد المباني الشاهقة سمة رئيسية للحياة الحضرية، حيث تشكل نسبة كبيرة من أفق المدن وأصبحت بعض تلك الأبراج تعتبر رموزا لمناطقها، نتيجة لتميزها التقني في الارتفاع.
وتتوجه العديد من مراكز المدن المعاصرة إلى اعتماد ناطحات السحاب ضمن رؤية لتصميم حضري عمودي جديد، إذ أن الكثافة العالية داخل المدن ومن ثم ارتفاع أسعار الأراضي جعل من الأبنية العالية مقبولة اقتصادياً، وأصبحت مؤثراً واضحاً ضمن خط سماء المدينة و من هنا جاءت ضرورة دراسة هذه المباني وتحديد طبيعة تأثيرها وتأثرها بالبيئة المحيطة على الصعيد العمراني والبيئي والحضري والاجتماعي.