مدرسة منخفضة التكلفة تسع لثلاثة آلاف طفل من مخيمات اللاجئين

مدرسة منخفضة التكلفة تسع لثلاثة آلاف طفل من مخيمات اللاجئين -Low-cost school for 3,000 children refugee camp

هذا المشروع من العدد 94، اضغط هنا لرؤية العدد.

المقتطف:

ظهرت الحاجة لتأمين أساسيات للاجئين بسبب ازدياد عدد اللاجئين حول العالم، ولعلّ أهمها هو حاجة التعليم؛ إذ لابد من إيجاد أفكار ووسائل لبناء مدارس من إمكانيات بسيطة. نتناول في مقالنا مدرسة للاجئين في مخيم الزعتري في الأردن.

مقدمة:

من المقرر بناء مدرسة ضخمة للاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الأردن، وذلك باستخدام نظام بناء إنشائي (موديولي) قابل للتكرار وهو مطَوّر بمساعدة مدير مؤسسة العمارة للإنسانية Architecture for Humanity كاميرون سينكلير Cameron Sinclair.

إن المؤسسة الإيطالية الغير ربحية “مؤسسة بناء السلام Building Peace Foundation” هي وراء تشييد المبنى الجديد والذي سيكون المنشأة العاشرة المنفّذة في مخيم الزعتري للاجئين ويُعتبر كجزء من المشروع المعماري “إعادة البناء”.

تَضم المدرسة مركزاً للفنون والثقافة بالإضافة إلى العديد من الفراغات التعليمية والمجتمعية الأخرى التي أقيمت في السابق في المخيم مع مساحة تكفي لاستيعاب 3000 طفل.

لهدف من مشروع إعادة الإعمار هو تغيير المنهج المعتاد لبناء مخيمات اللاجئين ومستوطنات الطوارئ من أجل إنشاء ملاجئ أكثر أماناً وأكثر كرامة واستدامة بحيث يُمكن بناؤُها من قبل أفراد المجتمع. إذاً الهدف من هذا المشروع هو تحقيق تأثير إيجابي كبير على الظروف المعيشية وتأمين رفاهية اللاجئين العالقين في حالات الطوارئ لفترة طويلة جدًا.

البناء:

قامت مؤسسة بناء السلام Peace Foundation ببناء العديد من المساحات التعليمية والمجتمعية الأخرى في مخيم الزعتري للاجئين بما في ذلك مدرسة أصغر من ثمانية فصول دراسية.

إن من أهم الميزات التي تجعل المباني عمليّة ومُستدامة هي إمكانية تشييدها بدون كهرباء أو مياه، فهي مصممة لتُبنى من قبل اللاجئين الذين ليس لديهم خبرة سابقة في البناء، وهي طريقة تجعل المجتمع مشاركاً بصلب المشروع، فمثلاً سيكون لدى فريق مكون من عشرة أشخاص يفتقرون لأي معرفة مسبقة القدرة على تجميع هيكل نموذجي خلال أسبوعين، طبعاً مع الإشراف عليهم من قبل تقنيين مختصين من مؤسسة السلام، إضافة إلى دفع أجور لعمال البناء كمصدر دخل للاجئين مقابل عملهم.
يمكن استخدام المباني المكتملة كمنازل أو مدارس أو عيادات أو مقاصف أو لأية وظيفة أخرى يتطلبها المجتمع، حيث يخلق المشروع أكثر من 100 فرصة عمل للاجئين بالإضافة إلى أعمال اقتصاد جزئية محلية.

إنشائياً:

بالنسبة للإنشاء فقد أُنشئت الهياكل باستخدام موديول قابل لإعادة التكرار طُوّر بمساعدة مدير مؤسسة العمارة للإنسانية Architecture for Humanity كاميرون سينكلير Cameron Sinclair والمهندس المعماري بويا خازيل Pouya Khazaeli.

يستخدم النظام عناصر بناء منخفضة التكلفة (مثل أعمدة السقالات) جنبًا إلى جنب مع المواد المتاحة محلياً مثل الحصى لإنشاء هياكل يمكن تفكيكها وإعادة تكرارها بسرعة في حالات الطوارئ الأخرى مع إمكانية استخدامها في مجالات أخرى أو إعادة تركيبها لتأدية وظيفة أخرى معينة.

ساهمت النساء أيضاً في تجميع المواد ما يعزز بدوره شعورهن بالمسؤولية في تحديد مصيرهن ومستقبلهن. كما أن الرمل المستخدم يعتبر أفضل عازل طبيعيّ بامتياز، وهو سمة نموذجية للثقافة السورية وسيجعل الهياكل اقتصادية كذلك.

الفكرة هي استخدام الأرض مباشرة (تحت قدميك) كمادة للبناء. يحدث هذا ببساطة عن طريق ملء الهياكل المتوفرة للجدران بالتراب، قد تعمل ألواح السقف المملوءة بالتراب أيضاً كسرير زراعي لإنتاج الخضراوات. تتوافق هذه الطريقة البسيطة مع المناخ المحلي بالإضافة إلى توفير دورة حياة طبيعية تحدّ من التلوث.

كلمة من المُعد:

انطلق المشروع من الحاجة الأساسية ليس فقط للتعليم بل أيضاً للأمان. أُنشئت هذه المدارس من مواد بسيطة غير مكلفة بحيث تُحقق الاستفادة الأمثل من المواد، مؤمّنةً بذلك وسطاً تعليمياً آمناً للأطفال، ورافعةً أيضاً الشعور بالأمان والانتماء للمكان للذين يساهمون في جمع المواد وبناء هذه المباني.