السكن الاجتماعي في كوينتا مونروي - Quinta Monroy Social Housing, Inique, Chile
هذا المشروع من العدد (95)، اضغط هنا لرؤية العدد.

المقتطف:
يرى المعماريون أن الإسكان الاجتماعي يشبه عملية شراء السيارة أكثر مما يشبه شراء المنزل، إذ أن قيمة العقار تتناقص يوماً بعد يوم. إلا أنه في حالة (كوينتي مونروي) استطاع المعماريون زيادة القيمة المادية للعقار، فكيف حدث ذلك؟
لمحة عن المدينة
- تعتبر(Quinta Monroy) مستوطنة للمقيمين ذوي الدخل المنخفض في مدينة( Iquique)، وهي مدينة ساحلية في شمال( Chile ) على حافة صحراء أتاكاما.
السكن الاجتماعي في كوينتا مونوري
المهندسين المعماريين : أليخاندرو أرافينا وإليمينتال
مساحة المشروع : 5000 م2
سنة تنفيذ المشروع : 2003
تم شرح المشروع وفقاً للمهندسين المعماريين حيث طلبت الحكومة التشيلية منهم حل المعادلة التالية؛ توطين 100 عائلة في كوينتا مونوري في نفس الموقع الذي تبلغ مساحته 5000 متر مربع، والذي شغلوه بشكل غير قانوني على مدار الثلاثين عاماً الماضية. كان على المعماريين العمل في إطار سياسة الإسكان الحالية باستخدام دعم مالي بقيمة 7500 دولار أمريكي والتي بها سيدفعون ثمن الأرض والبنية التحتية والتصميم المعماري. وعلى الرغم من أن سعر الموقع حوالي ثلاثة أضعاف مايمكن أن يتحمله الإسكان الاجتماعي عادة، فقد كان الهدف هو توطين العائلات في نفس الموقع بدلاً من تهجيرهم إلى الأطراف


لحل تلك المعادلة، يبدأ المرء بافتراض أن منزل واحد = عائلة واحدة = قطعة أرض، ومنه تمكن المعماريون من إسكان 30 عائلة فقط في الموقع. مشكلة المنازل المعزولة هذه تكمن بكونها غير فعالة للغاية من حيث استخدام الأراضي، وهذا هو السبب في أن الإسكان الاجتماعي يميل إلى البحث عن الأرض التي تكلف أقل ما يمكن. وعادة ما تكون هذه الأرض بعيدة عن فرص العمل والتعليم والنقل والصحة التي توفرها المدن. تميل طريقة العمل هذه إلى توطين الإسكان الاجتماعي ضمن توسع عمراني فقير، وهذا بدوره يخلق أحزمة من الاستياء والصراع الاجتماعي والظلم

حاول المعماريون الاستفادة بشكل أكثر كفاءة من الأرض، فقد اعتمدوا على فكرة المنازل المتلاصقة (صف المنازل)، حيث فكروا بتقليل عرض القطعة حتى تتطابق مع عرض المنزل، ومع عرض الغرفة أيضاً، ومع ذلك كانوا قادرين على إسكان 66 عائلة فقط. تكمن مشكلة هذا النوع من تصميم المباني في أنه كلما أرادت عائلة إضافة غرفة جديدة فإنها تمنع وصول الضوء والتهوية إلى الغرف السابقة. بالإضافة لكونه يعرّض الخصوصية للخطر، حيث يتم المرور إلى الغرفة الجديدة من خلال الغرف الأخرى. وبالتالي بدلاً من الوصول الى الكفاءة حصلنا على الاكتظاظ والاختلاط.
المنازل الملاصقة : عبارة عن منازل لعائلة واحدة يتم بناؤها جنبًا إلى جنب وتشترك في جدار مشترك وغالبًا ما يكون مظهرًا مشتركًا
حاول المعماريون اللجوء إلى فكرة العمارة الشاقولية (الزيادة في ارتفاع المباني ) وهذا الحل فعال للغاية من حيث استخدام الأرض ولكنه يعيق التوسعات وهم كانوا بحاجة إلى مضاعفة المساحة المبنية لكل منزل في البداية .


إذاً ما العمل؟
كانت مهمة المعماريين الأولى إيجاد طريقة جديدة للبحث في المشكلة، وتحويل طريقة تفكيرهم من مقياس أفضل وحدات ممكن تنفيذها بقيمة 7500 دولار أمريكي إلى مقياس أفضل مبنى ممكن تنفيذه بقيمة 750000 دولار أمريكي؛ قادر على استيعاب 100 عائلة مع توسعاتهم

ماهو غرض المعماريين اذاً؟
اعتقد المهندسون أن الإسكان الاجتماعي يجب أن يُنظر إليه على أنه استثمار وليس كلفة. لذلك كان عليهم أن يستغلوا الدعم المالي الأولي ليضيفوا قيمة للمشروع بمرور الوقت. يشبه الإسكان الاجتماعي شراء سيارة أكثر من شراء منزل حيث تنخفض قيمته كل يوم، وبالتالي سيكون دعم الإسكان الذي تحصل عليه من الدولة إلى حد بعيد أكبر مساعدة على الإطلاق، لذلك، إذا كان بإمكان هذا الدعم أن يضيف قيمة للمجمع السكني، فقد يعني ذلك نقطة التحول الرئيسية للتخلص من الفقر. وعلى هذا الأساس حدد المعماريون في Elemental (مكتب التصميم ) مجموعة من شروط التصميم التي يمكن من خلالها زيادة قيمة الوحدة السكنية بمرور الوقت دون الحاجة إلى زيادة مبلغ الدعم الحالي.

في المرحلة الأولى، كان على المعماريين أن يحققوا كثافة كافية، لكن بدون اكتظاظ، حتى يتمكنوا من دفع ثمن الأرض، والتي كانت مكلفة للغاية
بسبب موقعها. واهتموا بالحفاظ على الموقع بهدف الحفاظ على شبكة الفرص التي تتيحها المدينة، وبالتالي تعزيز اقتصاد الأسرة، ومن ناحية أخرى يعتبر الموقع الجيد هو مفتاح لزيادة قيمة الممتلكات.
ثانياً، ثبت أن توفير مساحة ماديّة لتطور “الأسرة الكبيرة” هي قضية رئيسية في الانطلاق الاقتصادي لأسرة فقيرة.وما بين المساحات الخاصة والعامة أدخلنا المساحة الجماعية التي تتوافق مع حوالي 20 عائلة. يعتبر الفراغ الجماعي _ ملكية مشتركة مع تقييد الوصول _ مستوى متوسط من الارتباط، يسمح بالبقاء على قيد الحياة في الظروف الاجتماعية الهشة.
ثالثًا، نظرًا لحقيقة أن 50 ٪ من حجم كل وحدة سكنية سيتم بناؤها ذاتيًا في النهاية يجب أن يكون المبنى مساميًا بما يكفي للسماح لكل وحدة بالتوسع داخل هيكلها. لذلك، يجب أن يوفر المبنى الأولي إطارًا داعمًا وليس مقيدًا من أجل تجنب أي آثار سلبية للبناء الذاتي على البيئة الحضرية بمرور الوقت، و أيضًا لتسهيل عملية التوسع



اشكال المساقط الأرضي والأول والثاني في التجمع السكني
الخطوط المنقطة تعبر عن شكل توسع المبنى وتوزيع الغرف بالمستقبل


مقاطع معمارية توضح مسارات الحركة وشكل المبنى من الداخل
أخيرًا، بدلاً من تصميم منزل صغير (بمساحة 30 مترًا مربعًا، حيث يكون كل شيء صغيراً)، قام المعماريون بتوفير منزل لذوي الدخل المتوسط، والذي قدموا منه جزءًا صغيرًا فقط. وكان هذا يعني تغيير المعيار؛ المطابخ والحمامات والسلالم والجدران الفاصلة وجميع الأجزاء الصعبة من المنزل كان لابد من تصميمها ليكتمل السيناريو النهائي لمنزل مساحته 72 مترًا مربعًا.
في النهاية عندما يكون المال المعطى كافياً لنصف المنزل فقط فإن السؤال الرئيسي هو أي نصف نقوم بتصميمه؟ من المفترض أن نختار صنع النصف الذي لن تتمكن الأسرة بشكل فردي من تحقيقه بمفردها بغض النظر عن مقدار المال أو الطاقة أو الوقت الذي تقضيه. هكذا نتوقع أن نساهم باستخدام الأدوات المعمارية في الأسئلة غير المعمارية وفي حالتنا هذه السؤال هو كيفية التغلب على الفقر؟

المراجع:
فريق الإعداد:
إعداد: تبارك حاج بكري
نشر إلكتروني: وفاء الشيخ
التدقيق العلمي: م.وفاء أبو فخر
التدقيق اللغوي: م. فرح العلي