نيامي 2000 (النيجر)

هذا المشروع من العدد (108)، اضغط هنا لرؤية العدد.

المقتطف:

” هذا نوع مختلف من الابتكار، نظرة أعمق نحو الأنماط والعودة إلى الجذور، و هذا ما أحبه.” 

العضو في هيئة التحكيم ميمي هوانغ   Mimi Hoang

مثل العديد من المدن في العالم النامي، نيامي؛ العاصمة الجافة والغبارية للنيجر وسط الصحراء، في خضم كارثة الإسكان المتصاعدة، حيث تحتضن العاصمة 1.3 مليون نسمة، ويُتوقع أن تنمو هذه الأرقام بنسبة 5 في المائة سنوياً حتى عام 2030 على أقل تقدير.

 حيث تعد التوجُّهات في تصميم المنازل السكنية جزء كبير من المشكلة المعمارية في المنطقة وهي: المنازل الحديثة المبنية في أنماط غربية لكن بدون حِرفية، إضافةً إلى كتل من الطّين الطبيعي وأسطح معدنية تكون في كثير من الأحيان مستوردة من الخارج، مما يزيد من تكلفة البناء العالية، ويؤدي إلى عجز على المستوى العمراني للمدينة.

خريطة توضح تدرج النمو السكاني لمدينة نيامي منذ 1940 إلى 2010

معلومات المشروع:

تم الإنجاز في أيار/مايو 2016

الموقع: نيامي، جمهورية النيجر.

المساحة: 1700 متر مربع.

تصميم:  united4design

 مهندسو المشروع: ياسمين إسماعيلي، إليزابيث جولدن، مريم كامارا، فيليب ستراتر

مثال للحائط المبني من طوب الطين المضغوط

ماريام كامارا، التي نشأت في نيامي، تدرك هذا العجز بشكل جيد.

 “لقد كنتُ أقوم بكثير من المناقشات مع الناس في النيجر، الذين كانوا يقولون لي أنهم لا يستطيعون الزواج لأنهم لا يستطيعون العثور على منزلهم الخاص، ولا حتى منزل للإيجار.”

بالتعاون مع المشرفة على أطروحتها لرسالة الماجستير في جامعة واشنطن الأستاذة الجامعية، إليزابيث جولدن، وأثناء دراسة كامارا الجامعية للهندسة المعمارية، كانت كامارا قد قررت البحث عن طريقة أخرى للبناء، بحيث تجمع المواد المحلية وطرق الإنتاج الفعالة مع تكثيف مزدوج للإسكان، لذلك أنشأت مع مجموعة من المهندسين  المهتمين بنفس المبادئ، مجموعة United4Design  ووضعوا كغاية لفريقهم هدف العثور على طريقة أفضل للقيام بالبناء.

مدينة نيامي:

تعد مدينة نيامي موطن لأكثر من مليون مواطن، ويعد غالبية السكان من الطبقة الفقيرة، ويمكن تصنيف فقط حوالي 20 بالمئة من سكان المدينة كطبقة متوسطة الدخل أو أعلى من ذلك بقليل، ومع ذلك تغيّرت الأشكال الاجتماعية الاقتصادية للمدينة بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

زاد النمو الاقتصادي القوي مع زيادة الهجرة إلى المدينة، مما أدى بدوره إلى زيادة كبيرة في الطلب على إسكان الطبقة المتوسطة الدخل والفقيرة، في حين أن أسعار العقارات في الأحياء الأقدم بقيت غير قابلة للتمويل وليست في متناول الطبقة الفقيرة، لذلك يكون السكان ذوي الدخل المتوسط والمنخفض مجبرين على البحث عن سكن جديد بأسعار معقولة بعيداً عن وسط المدينة حيث الأسعار مرتفعة

منظور عين الطائر لمشروع نيامي 2000

تقول جولدن أحد مهندسي المشروع: “إذا كنتَ تنظر إلى المدن في المنطقة، فإنها كانت أكثر كثافة في وقت ما، ثم أصبحت هذه العمارة الغربية منتشرة، فكان هدف الأمر العودة إلى نموذج ما قبل الاستعمار.”

نيامي 2000 هو مشروع سكني تبلغ مساحته 1700 متراً مربعاً، والذي تم تصميمه استجابة إلى الأزمة الحالية السكنية التي تحدث في نيامي، عاصمة النيجر.

يقدم المشروع نموذجاً جديداً للإسكان الحضري من خلال التكثيف المتعمد.

حيث أن نيامي هي مدينة تضم العديد من المنازل الأرضية، ويمكن تحقيق درجة جديدة من التكثيف بسهولة بوضع طابق أو أكثر، وبهذا سيزيد ارتفاع البناء، مما يزيد عدد المنازل التي يمكن بناؤها في موقع معين، حيث أنَّ هذه الطريقة المتعارف عليها لزيادة الارتفاع للمنزل تعد جديدة في نيامي.

رسم تخطيطي لشرح الفكرة

فكرة المشروع:

نيامي 2000 يأخذ إلهامه من العمارة المتعارف عليها للمدن التي كانت موجودة قبل الاستعمار في المنطقة، مثل تمبوكتو في مالي، كانو في نيجيريا، أو زيندر في نيجر، التي كانت مراكز عمرانية مضغوطة في يومها، وكان عمل تشكيلات هذه المدن الطبيعية للمنازل المتداخلة بشكل غامض بدقة عالية، غالباً بطابقين أو حتى ثلاثة طوابق، في وقت كان فيه من المهم أن يُحافظ على الخصوصية والأًلفة المجتمعية

مسقط الطابق الارضي
مسقط الطابق الارضي
مقطع

وكذلك لمكافحة نقص الإسكان في الوقت الذي تعاني منه المدينة من التوسع الحضري السريع، يسعى هذا النموذج الإسكاني الجديد لزيادة الكثافة والالتزام بالثقافة المحلية.

 يحتوي النموذج على ست وحدات عائلية، ذات مساحة كافية لأسرة واحدة، وكل وحدة منها تحتوي على غرفة نوم وغرفة معيشة وطعام وغرفة تخزين، ومطبخ داخلي وخارجي في الطابق الأرضي، أما الطابق العلوي يحتوي على اثنين من غرف النوم وغرفة لغسل الملابس خارجية وشرفة.

استُخدم للبناء الطوب المضغوط غير المحروق للجدران والأسقف، كما انحصر استخدام الخرسانة المسلحة لتدعيم الأرضية والأسطح فقط، ويستخدم نظام التبريد السلبي للتهوية عن طريق استخدام خواص الطوب الطيني بتخزين الرطوبة، إضافةً إلى تنظيم الأماكن حول المناطق المفتوحة والشرفات المظللة.

نموذج لغرفة المعيشة في الطابق الأرضي

مواد البناء والتبريد الطبيعي:

كما في الأساطير القديمة، يوفر نيامي 2000 الخصوصية للسكان، ومع ذلك يسعى المشروع إلى التعامل مع الحاجة إلى الإسكان المناسب مع مراعاة الثقافة المحلية، كما يأخذ موقفاً ثابتاً في اختيار المواد باستخدام الطوب الطبيعي غير المحروق وتقنيات التبريد الطبيعي للحماية ضد درجات الحرارة الشديدة في النيجر، وكما هو الحال في العديد من أنحاء العالم، قد تُركت المواد المحلية في المراكز العمرانية في مصلحة الخرسانة.

يعيد التصميم الحديث لنيامي 2000 المصدر المحلي في الصناعة الإنشائية، كما يوفر الإسكان غير المكلف لنطاق واسع من مجتمع المدينة الذي مازال ينمو باستمرار.

العمال يجهزون خلطة الطوب الطبيعي بأدوات محلية الصنع
العمال يجهزون خلطة الطوب الطبيعي بأدوات محلية الصنع

استُعمل لبناء نيامي 2000 الطوب المضغوط غير المحروق، الذي جُمعَ طينهُ من التربة المحلية وتم إنتاجه طبقاً للطرق التقليدية التي كانت قد تم تجاهلها في السنوات الأخيرة والاستعاضة عنها بالخرسانة المسلحة. 

 لا يقتصر الأمر على كون الطوب أرخص وأكثر استدامة من المواد المستوردة، ولكنه يوفر فرص عمل للعمال الماهرين في نيامي باستخدام عدد قليل من الدعامات الخرسانية المسلحة، حيث يرتفع المبنى من طابقين – في مدينة معظم منازلها مؤلفة من طابق واحد – مع صلابة فاجأت حتى سكان نيامي الأصليين الذين جاؤوا في جولة إلى المشروع الجديد. 

حيث تقول كامارا: “لم يكن الناس على استعداد للاعتقاد بأن المبنى المصنوع من الطين يمكن أن يكون بهذه القوة”.


تطبيق نيامي 2000 لعدد من تقنيات التبريد الطبيعي، بما في ذلك الطرق الهوائية والخصائص الحرارية الطبيعية للبناء الطيني، 

جعل المشروع أكثر كفاءة بكثير من المنازل المجاورة المصنوعة من الخرسانة والصلب.

 تذكر كامارا “الخرسانة ترفع درجة الحرارة داخل المنزل، لذلك يُنفَق الكثير من المال على التبريد، هذا إذا كان بإمكانك تحمل التكلفة أصلاً”.

 

تم ترتيب الوحدات الستة حول مجموعة من الأفنية الداخلية المغلقة تماماً عن الشارع، مما يوفر مستوى من الخصوصية تتوقعه الثقافة الأفريقية، حيث أنه غالباً ما تترك التصاميم الغربية الحديثة هذا الأمر جانباً. 

تقول كامارا: “المنازل الغربية لها نوافذ كبيرة، لكن هذا غير مقبول في ثقافتنا”.

نموذج عن الشرفات في الطابق العلوي

يبدو أن أسلوبهم التقليدي الجديد بدأ يتألق، لدى كامارا ومجموعتها بالفعل أربعة مشاريع أخرى قيد التنفيذ في نيامي، بما في ذلك مكتبة ومدرسة.

تقول كامارا: “هناك عقلية متغيرة في النيجر، هناك جيل شاب يتوق إلى شيء أكثر سياقية”. 

بينما تستمر مدينة نيامي في النمو، ويكثر المستثمرون الأجانب الذين ينفقون الأموال لبناء الأبنية العامة والخاصة، هناك مشاريع كبيرة للإسكان معدة للمستقبل، حيث أن عدد قليل من هذه المشاريع الجيدة في العاصمة – التي تستخدم الخبرة المحلية وطرق الإنتاج المحلية – قد تشكّل سابقة قيمة للمستقبل في نيامي.

لمحة عن الفريق المعماري:

تأسس فريق united4design في عام 2013 أثناء تصميم وبناء مدرسة جوهر خاتون للبنات في أفغانستان، ومشروع وزارة التربية والتعليم سحر في بلخ بأفغانستان. ثم منذ ذلك الحين وسعت United4design  أعمالها لتشمل مشاريع في الولايات المتحدة والنيجر وألمانيا.

الفريق مكون من المعماريين ياسمين اسماعيلي، مهندسة معمارية من إيران، تتمتع ياسمين بخبرة في مجالات الإسكان والاستخدام المختلط والتعليم والمشاريع العامة والتصميم الحضري، وقد زاولت مهنتها في كل من الولايات المتحدة وإيران وتركيا.

أما إليزابيث جولدن التي تمتلك أكثر من عشرة سنوات من الخبرة المهنية التي اكتسبتها أثناء عملها في شركات دولية في كل من روما ونيويورك وبرلين، وفي مشاريع تبدأ من التصميمات الداخلية الصغيرة حتى مشاريع كبيرة للتطويرات الحضرية واسعة النطاق.

ومريم كامارا التي تتمتع بخبرة في مجالات الإسكان والأشغال العامة والتعليم ومشاريع التصميم الحضري التي عملت في كل من الولايات المتحدة والنيجر، أما الأخير فيليب من ألمانيا الذي عمل في شركة Sauerbruch Hutton الألمانية الحائزة على جوائز عدة قبل انضمامه إلى فريق united4design، فيليب الذي يتمتع بخبرة في مجالات التعليم العالي والاستخدامات المختلطة والإسكان عمل في كل من الولايات المتحدة وألمانيا من قبل.

مشاريع فائزة -أو مرشحة- للجائزة من نفس الدولة:

رشح مسجد ياما لجائزة الآغا خان لعام 2013 

مسجد ياما

دورة الجائزة: دورة  1984-1986 

الحالة: حاصل على جائزة

بلد المنشأ: النيجر

المكان: تاهوا، النيجر

العميل: مجتمع ياما المسلم

المهندس: الحاج فالك é بارمو

المساحة: 567 متر مربع

اكتمل المشروع: عام 1982

معرض الصور:

المراجع:

فريق الإعداد:

إعداد: م. إياد عبد الله الأحمد
نشر إلكتروني: محمد انس رستم اغا

التدقيق العلمي: م. عمار فاضل
التدقيق اللغوي:م. آلاء علي

مقالات قد تعجبك

entrance-1
بيت أبان (ايران)
3
تأثير ناطحات السحاب على حياة قاطنيها
01-Villa-Rotonda-Palladio
مراحل تطور بناء الفلل السكنية عبر الزمن
photo-2
مدرسة جادكال الابتدائية (إيران)
full_Salvatierra_-_Chukum_Residencial_
التخطيط العمراني لتجمعات الفلل السكنية - Urban planning for residential villa communities
منظر جوي للموقع على طول نهر Nabaganga في مدينة Jhenaidah
المساحات النهرية الحضرية (بنغلادش)
Scroll to Top