مكتبة ليلافاتي لالبهاي في جامعة مركز التخطيط البيئي والتكنولوجيا (الهند)

هذا المشروع من العدد (108)، اضغط هنا لرؤية العدد.

مكتبة ( ليلافاتي لالبهاي ) من المشاريع المرشحة لجائزة الآغا خان لعام 2022 والموجودة في جامعة مركز التخطيط البيئي والتكنولوجيا في الهند.

قام المهندس المعماري بإنشائها داخل حرم جامعي قديم فأضاف كتلة معمارية حديثة تحترم وتنسجم مع هوية المباني المجاورة لها.

تُعتبر مثال حي للعمارة المتكيفة مع المناخ حيث تستخدم استراتيجيات النظام السلبي للتخفيف من آثار التغيرات المناخية ،كما استطاع فيها المهندس المعماري أن يعزز مشاركة الطلاب في تشغيل هذا النظام.

هذه المكتبة على الرغم من بساطتها فهي تحوي قيمة معمارية كبيرة ، حيث تحترم هوية المباني المجاورة القديمة وتنسجم معها من حيث المواد والارتفاعات ولكنها في نفس الوقت تعيد إحياء الأفكار المعمارية القديمة بطريقة حديثة.

كل شيء مدروس بعناية في هذه الكتلة المعمارية فهي تعتبر مثال حي للعمارة المتكيفة مع المناخ والمعززة لمشاركة الطلاب في تشغيل نظامها.

معلومات عامة عن المشروع:

المهندس المعماري: شركة RMA لمهندسي العمارة من تأسيس راهول ميهروترا

العميل أو الجهة المالكة: جامعة مركز التخطيط البيئي والتكنولوجيا

تاريخ إكمال المشروع: 2017

اسم البلد: الهند

الموقع: مدينة أحمد آباد – غوجارات – الساحل الغربي للهند – جنوب آسيا

المساحة: 31 ألف متر مربع

المهندسين المعماريين الرئيسيين: راهول ميهروترا ، بايال باتيل ، روبرت ستيفنز

لمحة عن المهندس المعماري:

راهول ميهروترا هو خبير حضري ومعلم ومدير مؤسس لشركة Rahul Mehrotra Architects (RMA Architects) ومقرها مومباي وبوسطن. صمم ميهروترا مشاريع في جميع أنحاء الهند تتنوع بين المنازل والمصانع والمعاهد الاجتماعية ومباني المكاتب. توجهت مساعيه على مدى عقود في النشاط الحضري بتأسيس شركة Architecture Foundation، والتي تركز على خلق “الوعي بالهندسة المعمارية في الهند” من خلال البحث والنشر والمعارض والحوار العام الشامل حول الأخلاقيات والقيم المعمارية.

“بصفتنا مهندسين معماريين، نحن لا نكتشف هويتنا، بل نبنيها”: مقولة لراهول ميهروترا في حديث معه.

لمحة عن المهندس المعماري:

تعتمد المكتبة على مبدأ استخدام استراتيجيات النظام السلبي للتخفيف من آثار التغيرات المناخية.

تم استخدام مواد بناء تنسجم مع مواد المباني المجاورة لها في الحرم الجامعي، وقام المهندس المعماري بجعل عدد طوابق المكتبة فوق منسوب الأرض يساوي أسفلها، حيث يوجد ثلاثة من طوابقها الستة تحت الأرض لكي تبقى في حدود ونطاق ارتفاعات المباني المجاورة لها، وهكذا يحترم المبنى استمرارية الهوية المعمارية المعروفة لحرم الجامعة لعقود.

تعتبر المكتبة مثال لتعزيز الروابط البصرية والاتصال بين الطلاب ومختلف الأقسام الأكاديمية في الكلية، وذلك عن طريق إقامة أفنية وأماكن مفتوحة تدخلها الشمس وجسور رابطة فوق هذه الأفنية تعزز هذه الإتصال.

تحتوي المكتبة على غرف للقراءة ومساحات مفتوحة للقراءة وكذلك مقصورات قراءة مغلقة فردية بالإضافة إلى غرف الندوات والمكاتب الإدارية والمعارض والشرفات الخارجية ومخازن الكتب.

تعتمد المكتبة في منهاجها التعليمي على منهج قائم على اختيار الطلاب، وابتعدت عن المنهاج التقليدي الإلزامي.

تصميم المشروع والمواد المستخدمة:

أنشأ فريق RMA شيئاً يشبه مبنى داخل مبنى، لأن الكتلة عبارة عن مبنى داخلي بهيكل فولاذي بإكساء من الألواح الجصية والزجاج، وآخر خارجي محدد بواسطة الإكساء الخراساني مع ألواح الكاسرات الخشبية.

يوجد طبقة وسطى بين المبنيين تتكون من مساحات واسعة مفتوحة وأفنية لتسمح بدخول الإنارة والضوء إلى المبنى الداخلي، حيث يحتوي المبنى الداخلي أو قلب المكتبة، على مساحات للقراءة بالإضافة إلى مخازن ورفوف الكتب.

لقد منح هذا التصميم الطلاب شعوراً بالراحة فهم يقضون أوقاتهم هناك وكأنهم بمنازلهم.

استراتيجيات التخفيف من الأثر السلبي للتغيرات المناخية:

نظام الواجهة ذو تحريك يدوي يراعي الطلاب حيث يمكن تحريك الكاسرات الخشبية يدوياً للسماح بدخول إضاءة أقل أو تهوية أكثر للتخفيف من آثار المناخ الجاف والحار لمدينة أحمد آباد.

إن أماكن الدراسة ومقصورات القراءة الموجودة تحت الأرض بالإضافة إلى رفوف الكتب جميعها منارة جيداً بالإضاءة الطبيعية الوفيرة بفضل الواجهات القابلة للتحريك والتي يدخل منها إنارة للفناء السفلي تحت الأرض، فضلاً عن تأثير التبريد الطبيعي للأرض المحيطة. بهذه الطريقة، يعمل المبنى كمختبر عملي للطلاب لتجربة مبادئ التهوية السلبية والإضاءة وأنظمة التبريد التقليدية في جنوب آسيا.

تمنى ميهروترا أن تكون هذه المساحات التي خلقها بالمكتبة بمثابة أماكن تشجع الطلاب على التعلم والتحفيز الذهني ، وأن تعطيهم هذه المساحات المتنوعة قدراً أكبر من الراحة والخصوصية والاسترخاء في قضاء أوقاتهم داخل المكتبة.

مشروع آخر مرشح لجائزة الآغا خان في الهند لعام 1992: "معهد تنمية ريادة الأعمال في الهند في مدينة أحمد آباد"

المهندس المعماري: بيمال حسموخ باتيل

تاريخ إكمال المشروع: 1987م

هو مركز تعليمي مستقل يعتمد في تصميمه وتخطيطه على الخطوط المستقيمة والمتعامدة وهو بمثابة ثمانية كتل تنتظم مع بعضها حول فناء مركزي وعلى مستويين، وتنسجم هذه المباني مع الطبيعة والمناظر الخارجية لتخلق مساحات مفتوحة جذابة.

إن تصميم كتل الحرم الجامعي يدمج بين الحديث والقديم. يحتوي المركز على صفوف دراسية ومختبرات للأبحاث وقاعات للندوات و قاعة محاضرات كبيرة تتسع ل 250 مقعداً، ومكتبة وغرف إدارية ومرافق صحية وقاعة اجتماعات بالإضافة إلى نزل ومهاجع للطلاب، وسكن لأعضاء الهيئة التدريسية، ومطبخاً، وغرفة طعام.

تأخذ الأقسام الإدارية والتعليمية الجزء العلوي من الموقع لكي تكون على اتصال مباشر مع المدخل الرئيسي للأرض، بينما يتم عزل المنطقة السكنية في مكان هادئ وهي مفصولة عن الجزء العلوي بحاجز أخضر.

وهكذا رأينا مشروعين مرشحين لجائزة الأغا خان في الهند، واللذان استطاع فيهما المهندسون المعماريون أن يدمجوا تقاليدهم القديمة من مواد ومساحات خضراء مفتوحة وأفنية في كتل مبنية بطريقة حديثة لتصبح عمارة مستدامة تبهرنا على الرغم من بساطة الأشكال المستخدمة فيها وتعزز الشعور بالراحة والخصوصية من خلال التوزيع المتوازن لأقسامها.