مطار بانيووانجي الدولي
هذا المشروع من العدد (108)، اضغط هنا لرؤية العدد.
– كيف أثر تصميم بانيوانجي Banyuwangi Airport في كسر الصورة النمطية للمطارات؟
– وهل يمكن أن يصبح نموذجا للاستدامة الإقتصادية بإنفاق جزء بسيط من التكاليف المعتادة للمطارات؟
– وما سبب الشعور بأن المطار يبدو كالمنزل بالنسبة لمواطني بانيوانجي Banyuwangi أكثر من كونه مركزاً تجارياً؟
سنلقي الضوء على جميع هذه التساؤلات وغيرها ضمن هذا المقال.
المهندس المصمم ANDRA MATIN:
يعد Andra Matin مهندس معماري استثنائي يتمتع برؤية غير تقليدية، وبما أن عمله يشير إلى بدء نهج جديد أكثر تكيفاً في مجال الهندسة المعمارية فإنه يشكل قوة رئيسية داخل الهندسة المعمارية الإندونيسية والآسيوية المعاصرة.
ولد Andra Matin في Bandung عام 1962 ، وتخرج من جامعة Parahyangan University Bandung قسم الهندسة المعمارية في عام 1981. ثم عمل في Grahacipta Hadiprana كمهندس معماري في الفترة 1990-1998 وأسس Andra Matin Architects في نفس العام. حصل على خمس جوائز IAI )Indonesian Institute of Architects) خلال السنوات 1999 ، 2002 ، 2008 ، 2009 ، 2010، 2011، وفي عام 2012 كان عضواً في معرض الهندسة المعمارية في GA Gallery، طوكيو.
صمم Andra Matin أكثر من مائة مشروع في جميع أنحاء إندونيسيا، وما زال حتى الآن ،وتشمل تصميم (المنازل ،المتاحف ،المعارض المطاعم ،الحدائق العامة والمساجد) وغيرها من المشاريع.
تم تقديم مشروع المطار إلى Andra Matin فوافق على تصميمه ، آخذاً على عاتقه بأن يكون مشروعاً يدعم البيئة والمجتمع المحلي بالدرجة الأولى.
الوصف العام :
مطار بانيوانجي: Banyuwangi Airport
تصميم المعماري: Andra Matin
العميل: PEMDA – Angkasa Pura II
التصميم: 2013-2017 الانتهاء: 2018
مطار بانيوانجي Banyuwangi airport هو مطار محلي يخدم أكثر من 110.000 مسافر يوميًا. على مساحة 10000 متر مربع وفيه مهبط طائرات واحد ، يخدم منطقة بانيوانجي وجافا الشرقية في اندونيسيا.
تبلغ مساحة الموقع 160 هكتارا ، وقابلة للتوسع المستقبلي للمطار بالنمو حتى قدرة استيعابية تصل إلى 3 ملايين راكب خلال العقد القادم.
تم توزيع جميع فعاليات المطار على الطابق الأرضي، ويوجد فيه من جهة الغرب صالة المغادرة ،ومن جهة الشرق صالة الوافدين ، أما في الطابق الأول فتوجد صالة العرض.
حيث يبلغ الارتفاع الداخلي في الطابق الأرضي حوالي 5 أمتار، بينما يبلغ ارتفاع الأسقف المنحدرة نحو 5 أمتار فوق صالات العرض.
أدى تصميم المطار إلى تغيير المعايير التصميمية وأصبح مرجعا للمقاطعات الأخرى التي ترغب في بناء أو تحديث مطاراتها.
حيث يهدف تصميم المطار إلى تجسيد التصميم السلبي عالي الكفاءة، والذي يعتمد بشكل خاص على مبدأ تقليدي مع حلول معاصرة وواسعة النطاق مرتكزاً على قيم الاستدامة، حيث يستخدم مواد صديقة للبيئة مع التقليل من استهلاك الموارد بالإضافة لزيادة كفاءة استخدام الكهرباء والماء، وتقليل تأثير المبنى السلبي على البيئة وعلى صحة الإنسان.
كل ذلك يمثل جزء ضئيل من تكلفة التصميم المعتادة للمطارات، وقد تم تصميم المطار ليحاكي العمارة المحلية ليبدو وكأنه جزء من ثقافة وهوية بانيوانجي، وتبرز العمارة المحلية لبانيوانجي في بيوت قرى قبيلة Osing التاريخية المنتشرة عبر هذه المنطقة، والتي تتمثل بأسقف خشبية مائلة بشكل حاد في المنتصف والتي تنحني للأعلى باتجاه أفاريز حواف السقف، ويسمى هذا النوع من الأسطح المرصوفة محلياً ” Tikel Balung “
التصميم الخارجي للمبنى:
يعد التصميم الخارجي للمبنى صلة وصل بين الأرض المحيطة والمبنى. وذلك من خلال وضع طبقة من التربة العازلة وزرعها بسماكة 45 سنتيمترا فوق الأسطح الإسمنتية المائلة، مع مراعاة وضع المزاريب الاسمنتية المحيطة بالأسطح لتصريف مياه الموقع بشكل آمن. حيث تعتبر الأسطح الخضراء طريقة مبتكرة للحفاظ على البرودة من الداخل.
بالنسبة لمنطقة الوافدين فهي منطقة مزروعة بمجموعة أنيقة من النباتات المحلية، حيث يتم تثبيت صناديق النباتات المصبوبة في المكان المخصص لها بعناية بعيداً عن حافة الجزء العلوي من الطابق الأول ، بحيث تتدلى من هذه الصناديق ستارة من النباتات تنتشر حول أطراف المطار.
التنسيق الداخلي للمطار:
تم تعزيز التجربة المكانية في بعض أجزاء المطار عن طريق حديقة مائية وضع فيها سمك الشبوط.
كما يحتوي المطار على ساحات خضراء داخلية تضفي جمالية للمكان وتشكل هذه العناصر جوًا شبيهًا بالمنتجع داخل المطار وتجعل بانيوانجي مقصداً سياحياً طبيعياً جذاباً.
الأنظمة الإنشائية :
تم استخدام النظام الهيكلي للمطار عن طريق إضافة شبكة تقليدية من الأعمدة والجوائز الإسمنتية المسلحة ،حيث تبلغ حجم الشبكة الأساسية 6 × 6 أمتار وبحد أقصى 6 × 12 مترًا. كما تم صب الأسقف على شكل ألواح اسمنتية منحدرة مع مناور ذات إطارات خشبية مثبتة في قمتها.
ويمتد صف من الأعمدة بارتفاع 150 متراً على طول الطرف الجنوبي للمطار بأكمله من الغرب إلى الشرق والربط بين صالات المغادرة والوصول، بحيث يتيح الوصول إلى مناطق المغادرة والوصول، ومواقف السيارات الموجودة في الجهة الجنوبية.
المواد المستخدمة :
تم استخدام الاسمنت المسلح في العناصر الإنشائية، والبلوك الاسمنتي الهوائي (الرغوي) للجدران الغير الشفافة في مرحلة الاكساء .
بينما استخدم الزجاج المؤطر بالخشب للأبواب والنوافذ كأجزاء شفافة من الخارج والداخل، بالإضافة إلى فتحات تهوية عمودية من خشب أولين.
أبرز السمات المعمارية للمطار :
- الأسقف الخضراء التي تشكل امتدادا لحقول الأرز المحيطة.
- شكل المبنى المشابه للمنازل التقليدية في القرى المجاورة.
حيث تتواجد في كل سقف مجموعة من المناور الهرمية غير المتناظرة ذات الإطار الخشبي، والتي تشبه غطاء الرأس التقليدي لسكان مدينة بانيوانجي، والتي تحتوي على ألواح ذات فتحات تسمح بخروج الهواء الدافئ والاستفادة من الإضاءة الطبيعية والحرارة وحركة الهواء، وأيضاً تسمح للضوء الطبيعي بالدخول الى كافة أرجاء المطار عن طريق الأجزاء الزجاجية، إضافةً إلى توزيع الطاقة الشمسية بطريقة تتناسب مع التصميم السلبي في الصيف والشتاء.
غالبا ما نرى مساحات المطارات العامة التي تكون مغلقة بإحكام و منفصلة عن محيطها ، بينما أن مطار بانيوانجي الدولي قد قدم نموذجا مختلفاً ومتميزاً ومنسجماً مع الثقافة والبيئة والمناظر الطبيعية للمكان، إضافة الى وجود مساحات فعالة وممتعة بشكل واضح وتحويل كل ما هو مألوف وعملي إلى مزايا معمارية جديدة وجميلة ، وقد أدى ذلك إلى منح مدينة بانيوانجي ميّزة لامتلاكها نموذجاً جديداً في تصميم المطارات .
معرض الصور:
المراجع:
فريق الإعداد:
إعداد: م.عزة عبد البر
نشر إلكتروني: محمد انس رستم اغا
التدقيق العلمي: م.أمينة شيخة
التدقيق اللغوي:م.رنا الزبيري
