قرية الأطفال SOS في رايبور

هذا المشروع من العدد (107)، اضغط هنا لرؤية العدد.

المقتطف:

تنبض العمارة ويُملأ المكان بروح الحياة عندما تتوقّف عن كونها مجرّد مواد بناء شُدّت إلى بعضها البعض.

لذلك تعتبر لحظة ولادة قرية الأطفال SOS في رايبور هي لحظة قدوم الأطفال والأمهات إلى المبنى ليمتلئ بأصوات ضحكاتهم، ولعبهم، وبكائهم، وحتى قتالهم؛ هذه هي اللحظة الحقيقة لولادة قرية الأطفال SOS في رايبور.

المقدمة:

تقع قرية sos children’s village raipur في مدينة رايبور Raipur في ولاية تشاتيسغار Chhatisgarh في الهند، إذ تشهد المدينة زيادة في عدد السكان، عدد المراكز التجارية، مواقف السّيارت والمعابد كما تتميّز بالثروة المعدنيّة المكتشفة حديثاً والصناعة الكبيرة؛ كالحديد، والالمينوم، والإسمنت، إلا انّ الفقر لايزال يلاحق الملايين من السّكان ويؤثّر على حياة الأطفال والبالغين فيها على حد سواء، والذي أدى الى ترك الكثير من الأطفال بمفردهم ودون رعاية ذويهم

تم تصميم القرية من قبل ميستري اركيتيكتس Mistry Architects ، وبدأت نشاطها عام 2007 بهدف الاعتناء ب 128 طفل بمساعدة 14 من أمهات SOS عن طريق تقديم الرعاية والتعليم لهم ولكي يتمكن هؤلاء الأطفال من العيش ضمن عائلة وذلك بوجود الاشقاء وأمهات SOS.

الفكرة التصميمية:

كانت فلسفة التّصميم تقوم على أساس احترام البيئة المحيطة والأخذ منها ومحاولة الاندماج معها حتى القديم منها حيث تم إعادة تدوير المواد الموجودة وحطام الهياكل لمخيّم المانا manna camp لخلق مساحات وفراغات قابلة للاستخدام، حتى انّ اسم القرية وشعارها صنع من الخزانات المهملة الموجودة في الموقع، كما تمّ الحفاظ على الأشجار لتلتف حولها الهياكل والفراغات المعماريّة مما يجعل وجود جميع هذه العناصر متشابك وبقوة مع وجود الأطفال والامهات في القرية.

كما أن العلاقة التكافلية القائمة في المشروع والغطاء النباتي الموجود هو ما سيجعله مشروعا مستداما وشاملا في السنوات القادمة.

المواد المستخدمة:

تم إعادة تدوير المواد والخردوات الموجودة وتحويلها لمواد ذات قيمة واستخدامها مرة أخرى في المشروع، إذ أُعيد استخدام العوارض الخشبية في هيكل السقف لبناء العرائش في الحديقة، كما تم استخدام البلاط المكسور كأعمال فسيفساء لدورات المياه والجلسات الثابتة.

أعطت الحرف اليدوية للقبائل في منطقة الباستار Bastar region ميزة إضافية للتصميم، إذ أضفت أعمالهم المعدنية مظهراً رائعاً للقرية، وبقصد تقديم هذه الحرفة التقليديّة للأطفال وإثارة حسّ التصميم لديهم ولدى الأمهات على حد سواء عن طريق تزيين جميع المباني بهذه الأعمال.

فراغات المشروع:

ضمّ المشروع العديد من المباني السكنيّة، حيث ضمّ 14 منزلاً عائلياً يتّسع حتى 140 طفل، منزل مدير القرية، سكن موظفين وأيضاً سكن المشرفات أو ما عرف بالقرية باسم الأمهات والخالات، كما ضمّ المشروع مبان خدمية تعليمية لإقامة ورش عمل مختلفة بالإضافة الى ساحة اللعب وروضة أطفال تتسع لرعاية حتى 100 طفل.

الانشاء:

وبالنسبة للإنشاء فقد كان بسيطاً خالٍ من أي تعقيد، وذلك بهدف الاستفادة من المواد المتوفرة محليا كالصخور والأخشاب المحليّة والمواد المعاد تدويرها كما تم الاستفادة من طرق البناء، اليد العاملة و الحرفيّين المحليّين والكثير من الأفكار البسيطة لقبضات الأبواب، البلاطات الزجاجية المستخدمة في كسوة الاسقف وغيرها.

حتى أوراق الشجر المتساقطة لم تُستبعد، بل وتم دمجها في أرضيات أسمنتية بسيطة مما أضاف القليل من الجمال.

الخاتمة:

إن أهم ما يميّز المشروع هو الجانب الإنسانيّ الذي تم السعي إليه منذ البداية، بالإضافة إلى السعي الدائم لتقديم نموذج الهدف الرئيسي منه إعطاء شعور الانتماء للأطفال، وعدم الإحساس بالوحدة والغربة، وذلك عن طريق المحاولة الدائمة لاستقاء الأفكار والإلهام من البيئة المحيطة، مما يمهد لخلق مشروع مندمج مع هذه البيئة ومشبعاً بثقافة المنطقة وفنونها.