عنوان المقال

هذا المشروع من العدد 107 اضغط هنا لرؤية العدد.

المقتطف:

جمعية قرى الأطفال: هي جمعية وطنية غير ربحية تأسست عام 1983 برئاسة فخرية من جلالة الملكة نور الحسين.

تقدم الجمعية الرعاية لما يقارب من مئتين وخمسين (250) طفلا من الأطفال الأيتام وفاقدي السند الأسري في اثنين وثلاثين (32) منزلا عائليا في قراها الثلاثة في عمان وأربد والعقبة.

يستند نموذج الرعاية في قرى الأطفال الى أربع مبادئ هي:

  • الأم
  • الأخوة والأخوات
  • المنزل
  • القرية

 

توفر الأم الرعاية لخمس الى سبعة أطفال في جو من الحب والحنان يشبه إلى حد بعيد جو العائلة الطبيعي.

كما تقدم الجمعية كافة خدمات الرعاية الاسرية البديلة للأطفال والتي تشمل المأكل والمسكن والتعليم والرعاية الصحية والأنشطة اللامنهجية.

المقدمة:

يقع مجمع SOS للأطفال الأيتام في الضواحي السكنية لمدينة العقبة على البحر الأحمر.

من المتطلبات الأساسية ل قرى sos الدولية أن يتم بناؤها ضمن بيئة اجتماعية قائمة، بحيث لا تكون معزولة عن النسيج العمراني للمدينة المتواجدة فيها. وتعتبر هذه القرية الثانية من نوعها في الأردن، فقد بنيت الأولى في العاصمة عمان، أما الثالثة فقد أقيمت في اربد واكتمل بناؤها عام 2000.

تم تصميم القرى الثلاثة من قبل  جعفر طوقان وشركائه،  ويمتاز هذا التصميم بهندسة معمارية جذابة ، مدروسة جيدًا وأصيلة، ويمثل تفسيرًا حديثًا للمبنى الحجري المحلي العام.

 تم تحديد حجم القرية من خلال اعتبارات التصميم الصديق للبيئة، وحجم الأطفال أنفسهم داخل بيئة حضرية حاضنة ودافئة. يتكون المجمع من ثمانية منازل عائلية، ومنزل للموظفين ومبنى إداري ودار ضيافة ومقر إقامة خاص بمدير القرية، كلها منظمة حول ساحة القرية ومتصلة عبر ممرات المشاة والحدائق والأزقة. كما تؤدي القناطر المقببة إلى ساحات مظللة، بينما تحيط الحدائق بالمباني داخل القرية وعلى أطرافها.

أما على الحدود الجنوبية للموقع، بالقرب من الطريق الرئيسي، توجد مرافق مشتركة مع المجتمع المحلي، وهي روضة أطفال وسوبر ماركت وصيدلية وقاعة رياضية.

تنظيم القرية:

أ. شروط المخطط التنظيمي:يعتمد مفهوم برنامج قرى sos الدولي على تقديم  الرعاية الأسرية للأيتام.

ب. يهدف البرنامج بشكل عام إلى خلق بيئة وظروف معيشية مشابهة للحياة الأسرية مما يتيح المجال أمام الأطفال اليتامى للتمتع بجو عائلي ضمن مجتمعهم الحالي.

وقد تم تحقيق ذلك من خلال إنشاء منازل تستوعب تسعة أطفال في كل منها، وتتولى العناية بهؤلاء الأطفال نساء تتراوح أعمارهم بين الثامنة والعشرين والثالثة والخمسين لتكون بمثابة الأم البديلة.

يقدم المجمع للأطفال وجبات خاصة ودروس خصوصية، ويتيح لهم تكوين علاقات أخوية مع بقية الأطفال داخل الأسرة.

يمثل شخصية الأب “أب القرية” وهو مدير القرية الذي يعيش في المبنى مع عائلته الحقيقية بالإضافة إلى مساعده أو نائبه، وغيرهم من العمال الذين يشتغلون في القرية كالبستاني وعامل الصيانة.

يتمثل أحد أهداف المشروع في دمج القرية مع بقية المجتمع من خلال جذب المجتمع المجاور، الأمر الذي يتم تحقيقه من خلال إنشاء نقاط تفاعل عامة واجتماعية مثل: 

 سوبر ماركت، صيدلية (يتم استئجارها من قبل أحد أفراد المجتمع و يستفاد منها كل من أفراد القرية وأفراد المجتمع)، بالإضافة إلى مركز رياضي وروضة أطفال.

ج. أما بالنسبة للمتطلبات الوظيفية فنلاحظ أن المطلب الأساسي هو توفير منزل لنحو مائة طفل، يؤوي تسعة أطفال في المسكن تكرس لرعايتهم أم مخلصة تقوم بتربيتهم في بيئة تتمتع بمواصفات أقرب ما يمكن إلى بيئة الأسرة الطبيعية.

إن مفهوم القرية بسيط من حيث المبدأ لكنه ينطوي على جانب إنساني عظيم. 

تم تخطيط الموقع الذي تبلغ مساحته 20 ألف متر مربع ويحتوي على ثماني وحدات منزلية في أربع مجموعات يتألف كل منها من منزلين.

الوصف:

أ. يعتبر توفير بيانات المشروع ضروريًا لما يلي:

– ثماني وحدات سكنية من بيوت العائلات يحتوي كل منها على ثلاث غرف نوم، يوجد في كل منها ثلاثة أطفال، كما يحتوي على غرفة نوم الأم وحمامين وغرفة المعيشة والطعام ومطبخ مع مخزن وحمام للضيوف

– منزل المدير:يحتوي على ثلاث غرف نوم وحمامين وغرفة (معيشة – طعام) ومطبخ مع مخزن وحمام للضيوف.

– منزل مقدمي الرعاية “العائلة المستضيفة” يحتوي على أربع غرف نوم وحمامين وغرفة (معيشة – طعام) ومطبخ مع مخزن وحمام للضيوف.

– منزلين للموظفين، كل منهما يحتوي على ثلاث غرف نوم وحمامين وغرفة (معيشة – طعام) بالإضافة إلى مطبخ مع مخزن.

– دور للضيافة بغرفتي نوم وحمام واحد وغرفة (معيشة – طعام) ومطبخ صغير.

– مبنى الإدارة ويحتوي على صالة استقبال وبهو انتظار ومكتبين وغرفة اجتماعات ودورة مياه ومطبخ صغير وعيادة ومخزن.

– روضة أطفال بها أربعة فصول دراسية، يتشارك كل قسمين منها بدورات المياه و غرفة الألعاب، بالإضافة إلى مكتب المدير و متجرين وغرفة فريق العمل و دورات المياه (للذكور والإناث) و ساحة لعب خارجية و مسرح صغير في الهواء الطلق.

مخططات توضيحية لمنزل الأطفال
مخططات توضيحية لروضة الأطفال

– مرافق خدمية مكونة من بوابة حراسة وغرفة للمعدات الكهربائية ودورات مياه  وعدة محلات للايجار وورشات صيانة.

– ملاعب خارجية ومخزن للمياه وموقف سيارات مناسب ومناطق ذات مناظر طبيعية، بالإضافة إلى مساحة للتوسع المستقبلي المحتمل لبناء المزيد من المنازل العائلية.

ب.مفاهيم التصميم: تم تقديم العديد من المخططات كبدائل للموقع، وتم النظر للعوامل البيئية والوظيفية والاجتماعية وكانت الميزانية أحد العوامل الأساسية أيضاً، لذلك تم النظر للموارد المحلية بهدف الاستفادة منها (إحدى هذه الموارد هي صخور الغرانيت المتوفرة دون تكلفة إضافية) كما استخدمت تقنيات التهوية التقليدية والعناصر المعمارية الكلاسيكية التي شكلت مصدر إلهام لهذا التصميم،على سبيل المثال: (في استخدام العتبات والألوان الزاهية). بعد الموافقة على المخطط، تم العمل على مخططات تنفيذية تغطي جميع جوانب التصميم.  كما تم في هذه المرحلة إدخال تجهيزات التسخين بالطاقة الشمسية لتوفير الماء الساخن للأغراض المنزلية.(وتجدر الإشارة إلى أنه لا ضرورة لتوفير التدفئة في منطقة العقبة).

أما بالنسبة للمنشأة الرياضية وخزان المياه المرتفع، فقد تم تصميمها في وقت لاحق ودون استشارة المصمم الأصلي. دون ذلك فقد سارت عملية البناء بسلاسة دون مواجهة مشاكل كبيرة. وتم الانتهاء من المشروع قبل الموعد المحدد وتسليمه في يونيو 1991.

ج. بالنسبة للهيكل ومواد البناء والتكنولوجيا فقد كانت الجانب الرئيسي للتصميم الذي تطلب البحث في الموقع، وعليه تم اختيار الكسوة الحجرية للمشروع. وقد تم تجربة أشكال مختلفة من البناء قبل الموافقة على النسخة النهائية.

تتمثل أساسات المشروع بقواعد من الخرسانة المسلحة المصبوبة في الموقع، و العناصر الهيكلية الرئيسية بأعمدة و عوارض و ألواح من الخرسانة المسلحة المصبوبة أيضًا في الموقع. أما الجدران الخارجية فهي مصنوعة محليًا من كتلة خرسانية تتألف من طبقتين يفصل بينهما تجويف ردمي و كتلة خرسانية أحادية الطبقة للقواطع الداخلية.

أما الإكساء الخارجي فهو عبارة عن واجهة صريحة من الصخور الجرانيتية العشوائية المتوفرة محليًا في المنطقة.

تم استخدام الخرسانة مسبقة الصب في عتبات النوافذ والأبواب والتغطية، واستخدام بلاط التيرازو المسبق الصنع والمصنع محليًا لجميع الأرضيات، باستثناء الحمامات والمراحيض التي غطيت بالسيراميك. في حين استخدم البلاط الخرساني مسبق الصنع لتغطية الأرضيات الخارجية.

نفذت الأسقف بسماكة 2 سم من الجص الأسمنتي والطلاء المستحلب، وتم تزويدها بالعزل الحراري من خلال وضع طبقة من الاسمنت الرملي التي نفذت مع ميول نحو مصارف مياه الأمطار، بالإضافة إلى ألواح العزل المائي على الألواح الخرسانية المسلحة. أما إطارات النوافذ والمشربيات و الأبواب الرئيسية فهي من الخشب الصلب. أما داخليا، فيتم استخدام الأبواب الخشبية المسطحة ذات الألواح الأحادية.كما استخدم الفولاذ في شبكات الأمان وأبواب منطقة الخدمة. 

وقد تميزت تقنية البناء باعتمادها بصورة  أساسية على العمالة المكثفة، بعيداً عن الاعتماد الكبير على المكننة. واقتصر التصنيع المسبق على العناصر المسبقة الصنع  من الخرسانة المسلحة. كما تم استخدام نظام تسخين المياه بالطاقة الشمسية المصنوع محليًا لتسخين المياه المنزلية.

أصل التكنولوجيا والمواد:

 تم تدريب القوى العاملة (55 في المائة من العمالة الماهرة، و 45 في المائة من العمالة غير الماهرة) من قبل المقاول.

كان أحد المكونات الأساسية للتصميم هو الواجهة الحجرية ذات الطراز التقليدي والمعروفة باسم (مدماك). حيث تم إجراء دراسة لاختيار أفضل طريقة للبناء بالحجر الطبيعي الموجود في الجبال المحيطة بالعقبة. وبحسب المقاول، الياس بدور، “كان تصميم القرية بسيطًا إلى حد ما”.

كان الجزء الأهم من التصميم هو تنفيذ العناصر الخارجية من الحجر. حيث نصت مواصفات المهندس المعماري على: “يجب أن يكون الحجر على طبيعته دون قصه أو تلبيسه بشكل ميكانيكي”. لذلك جمعت أكوام الأحجار يدويًا.

وكانت هذه العملية بسيطة ولكنها استغرقت وقتًا طويلاً، حيث ذهبت أربع فرق منفصلة كل صباح إلى المواقع لجمع الأحجار يدويًا وتكديسها، ليقوم المهندس المقاول في نهاية كل يوم بفحص تلك الأحجار من ناحية الشكل والحجم قبل نقلها إلى الموقع باستخدام شاحنات صغيرة. بالنسبة للمقاول، كان التحدي الأصعب هو بناء الواجهات الحجرية وفقًا لتصميم المهندس المعماري. لذلك تم قضاء عدة أيام في الموقع مع عامل بناء محلي من أجل بناء عينة معتمدة، حيث تم عمل عدد من العينات قبل الموافقة على النسخة النهائية.

لتحقيق هذا الغرض تم نقل عامل البناء إلى العقبة حتى يتم تدريبه بالكامل لإتقان العملية تماماً، بعدها تم تدريب عامل بناء آخر من مصر وثالث من المنطقة المحيطة بالعقبة بمساعدة المقاول ومهندس الموقع وأول عامل بناء تم تدريبه. عندها قام البناؤون الثلاثة بتدريب عمال آخرين، والذين إما بقوا بعد ذلك كمساعدين أو تُركوا للبناء بمفردهم. وبذلك أصبح بناء هذه الواجهات الحجرية عمل سهل بالنسبة للبناة، الذين كانوا في ذلك الوقت يسعون لإنهاء البناء قبل الموعد المحدد.

بصرف النظر عن أعمال البناء الحجري، تم تنفيذ باقي الأعمال وفقًا لمواصفات المهندس المعماري وبما يتماشى مع إجراءات مراقبة الجودة الداخلية.وقد سعى المقاول، الذي تجاوزت مشاركته في المشروع إلى ما هو أبعد من أعمال البناء في القرية، إلى خفض التكاليف المترتبة عليه. لذلك تم الانتهاء من المشروع -رغم التغييرات غير المتوقعة والعمل الإضافي- وفقًا للتكاليف المالية المتوقعة وضمن حدود الميزانية. 

وكان الوقت عاملاً رئيسياً ضمن التحديات التي واجهت المشروع، حيث اندلعت حرب الخليج بعد بضعة أشهر من بدء البناء، مما أدى إلى نقص في القوى العاملة في جميع المهن الرئيسية. بالإضافة إلى الصعوبات الرئيسية الأخرى التي واجهت المقاول و البناة، والمتمثلة بالظروف الجوية شديدة الحرارة في العقبة خلال فصل الصيف، وعدم وجود قوة عاملة محترفة ومدربة، بالإضافة إلى التحدي المتمثل في إنتاج مشروع نوعي يخدم الأطفال دون مشاكل لسنوات قادمة.

– 65٪ من القوى العاملة أردنية؛ أما نسبة الـ 35 في المائة المتبقية فكانت من بلدان عربية أخرى.

الشركة المصممة للمشروع هي شركة المحترفون جعفر طوقان وشركاه، وهي شركة أردنية متعاونة مع فريق محلي من المهنيين، بالتعاون مع مهندس معماري أمريكي هو (رالف مونتغمري).

 بعد الانتهاء من الرسومات والمستندات، تم طرح مناقصة وتم اختيار شركة عمون الأردنية للمقاولات والصيانة لتنفيذ المشروع.

معرض الصور:

المراجع:

فريق الإعداد:

إعداد: م.محمد أديب الضميري
نشر إلكتروني: تسنيم الحوراني

التدقيق العلمي: م.نور جوانية
التدقيق اللغوي: حنان حداد

مقالات قد تعجبك

21-customs-house-post-office-studio-anne-holtrop_1 (1)
إعادة تأهيل مكتب بريد المنامة (البحرين)
image009
فيلا في مدينة الغارف، البرتغال من تصميم ريكاردو بوفيل - A villa in Algarve, Portugal by Ricardo Bofill
00Portada_Toulkarem_23
محكمة طولكرم (فلسطين)
برج ماركو بولو , هامبورغ - ألمانيا
برج ماركو بولو هامبورغ ، ألمانيا
تظهر الصورة الشكل الجبلي للمبنى
أبراج المستقبل
Amale_Andraos
من الشرق الأوسط إلى الغرب، عن الأكاديمية والعمل. لقاء مع د. امال اندراوس
Scroll to Top