أفضل المشاريع المعمارية لعام 2019-Odunpazari Modern Art Museum / Kengo Kuma & Associates
هذا المقال من العدد (90)، اضغط هنا لرؤية العدد.
لعل أول ما نبحث عنه في مشروع حاصل على مرتبة أفضلية هو سبب تميزه وتفضيله
مشروع نُفّذ عام 2019 وتميز في العام ذاته! لاشك بوجود سر ما في داخله أو في تصميمه!
ربما لأنه خُلق من المنطقة وإليها
معلومات عامة:
الموقع: إسكي شهير أودون بازاري ، تركيا odunpazari eskisehir, turkey
الاستخدام: متحف فني
النظام الهيكلي: الصلب والخرسانة المسلحة
الخامات الرئيسية: خشب الصنوبر المصفح، حجر الكلس، أرضيات بلوط، جص
• المهندسين المعماريين: Kengo Kuma & Associates
مساحة الموقع: 16،360 متر مربع
• المساحة: 3582.0 م²
• السنة: 2019
تعريف بالمشروع:
تقع منطقة Odunpazari على عتبة المنطقة الحضرية المطورة حديثًا وعلى نطاق صغير من المنازل الخشبية العثمانية التقليدية. في مدينة “اسكي شهير” حيث ولد ونشأ المالك. باعتبار أن المنطقة كانت سوقاً للخشب ومعنى اسم المنطقة باللغة العربية “سوق الخشب” فكان من أولويات المصمم أن يتألف الغلاف الخارجي للمتحف من الأخشاب إلى أقصى حدٍّ كي يدلّ على تاريخ وذاكرة المكان وليصبح معلماً معمارياً ثقافياً للمنطقة. يحتوي المتحف على 1000 قطعة من الفن الحديث والمعاصر، تمثّل مجموعة الفن التركي الخاصة بالمالك، إذ يهدف المشروع إلى تحقيق طموحه في الترويج للفن التركي وتقديم مساهمة ثقافية لمدينة إسكي شهير التي تُعرف بأنها مدينة جامعية؛ فعدد السكان الشباب كبير وتتمتّع المدينة بجو حيوي ونشط.
فكرة وهدف المشروع :
تاريخ المدينة كان هو أساس التصميم ! يذكر المصمم وشركاه
“لقد ألهمنا التاريخ والثقافة والناس والشوارع في المنطقة، وأردنا أن يتردد صداها في العديد من المستويات. نأمل أن يخلق المتحف حياة جديدة في إسكي شهير ويصبح نقطة التقاء مركزية وجذابة للمدينة “. كانت فكرة OMM هي استخدام الهندسة المعمارية لإنشاء رابط بين الناس والفن بتوفير مكان ثقافي فني لسكان وطلاب المنطقة؛ أي يمكننا اعتبار المشروع ناشئاً من المنطقة وإليها. “كان التأكيد على أنّ المبنى يتحدث إلى تاريخ وذاكرة محيطه دائمًا من أولوياتنا ومحور تركيزنا، لقد كان اهتمامنا دائمًا هو البناء بالأخشاب التي توفر الراحة والدفء للمساحة وتكون لطيفة مع البيئة. ”
المشروع معمارياً:
ينفتح المتحف على ساحة كبيرة بخطوات تمتد على طول المبنى، الذي يربط منطقة من السكن القديم بمنطقة تنمية جديدة.
التجول أو المرور بساحة المتحف ليس خطياً؛ بل يتمّ استخدام أدراج متناوبة ورامبات وذلك لخلق رحلة مشوقة متكاملة من بداية الدخول على أرض المتحف حتى زيارة قاعاته وأقسامه والتمتع بقطعه الفنية.
يتكوّن المبنى من مجموعةٍٍ من الكتل المكعبة الشكل محاطة بعوارض خشبية ومتوضّعة فوق بعضها البعض. وقد تم ترتيبها بحيث تواصل المشهد العام للمنازل العثمانية المحيطة.
صُمّم تجمع الصناديق المتشابكة بأحجام مختلفة لإنشاء مقاييس متنوعة من مساحة العرض بالداخل. توفر الصناديق على مستوى الأرض فرصًا للأعمال الفنية والتركيب على نطاق واسع، بدءاً بمساحات عرض أكبر تعكس صدى وإيقاع المناظر الطبيعية المحيطة بالمدينة لتصبح الصناديق أصغر في المستويات العليا لعرض أعمال فنية أصغر حجمًا وحميمة. كما يوجد فناء داخلي في المركز ناتج عن تراكب الكتل الخشبية يربط الطوابق المختلفة من الداخل بصريًا و يسمح بدخول الكثير من الضوء الطبيعي إلى المبنى.وهذه المناور المبطنة بالخشب تلتوي برفق أثناء صعودها عبر المبنى.
أوضحت “إيكجوتشي” شريكة المصمم أن “الجوائز البارزة والدوران الكتلي يجعلان تجربة الشارع والتجول مميزة للغاية وغير متوقعة”. يمكننا بتأمّل طريقة تراكب الجوائز مع بعضها ملاحظة أنها ليست واحدة بل استخدمت عدّة أشكال في التركيب
ما حققه المشروع:
1-الاندماج مع المحيط وتاريخه:
كما تم ذكره فقد كانت جميع عناصر المشروع مدروسة بعد دراسة المنطقة وتاريخها بالتفصيل؛ فقد حقّق الشكل والوظيفة والمواد التي تناسب طبيعة المنطقة وسكانها.
2-الراحة الداخلية:
التصميم الخارجي يعكس بالحقيقة طبيعة المناخ الداخلي للمشروع؛ فنلاحظ الإنارة الطبيعية بكميات تناسب وظيفة المشروع كمتحفٍ ومعرضٍ فني من خلال التباعد الضئيل بين الجوائز المشكلة للكتلة بالإضافة إلى الفسحة السماوية التي شكلت منفساً مميزاً بين الكتل؛ بالتالي هي تتناسب أيضاً مع كمية الظلال التي تعطي أشكالاً خطية في الداخل وتلعب دوراً هاماً في الراحة النفسية للزوار.
3-التفاعل بين المكان والناس:
لقد كان المشروع مناسباً لسكان المنطقة وشعبها كونه حقق بيئة مشابهة لها؛ كما أنه كان معاصراً فلبّى عدة أذواق وكان أيضا مقصداً لطلاب جامعة المنطقة وشبابها.
بالإضافة إلى ذلك فقد تميز المتحف بإقامة فعاليات مباشرة متنوعة، وكان بعضها يتميز بأنه يكتمل بتفاعل الزوار بالعرض او الفعالية .
4-القدرة على تحقيق خدمات الزوار :
خُصّصت ضمن مكعبات المشروع كتل خدمية منها كافتيريا للزوار ومتجر خاص يحتوي على أعمال فنية وتذكارات
متحف الفن الحديث والمعاصر في أودون بازاري تميز وبرز على مستوى منطقته وعلى مستوى العالم. وقد وُفّق المصممون في تصميمهم للكتلة والفراغات والساحة وكذلك مخطط الحركة، ولا ننسى تقسيم المساحات والفراغات بين الكتل المكعبة. ولعل أهم ما نستخلصه من هذا المشروع أن ما يكون قريباً من تاريخ المكان وطبيعته يكون قريباً من قلوب سكانه ويحقق راحتهم النفسية.
معرض الصور:
المراجع:
فريق الإعداد:
إعداد: أميرة أيمن الصوصو
نشر إلكتروني: منور_قلعجي
التدقيق العلمي: م.أسماء فتال
التدقيق اللغوي:لين مهايني
