أسس التصميم للأطفال الأيتام- عناصر التصميم 2
هذا المشروع من العدد 107، اضغط هنا لرؤية العدد.
المقدمة:
في القسم الثاني من أسس التصميم للأطفال الأيتام سنتعرف أكثر على علاقة الألوان و الأشكال والمساحات بتصميم المبانى الخاصة بالأطفال الأيتام.

التأثير البيئي:
الأفكار الإبداعية:
أشار Madi إلى أن البيئة الرتيبة تقلل من القدرة على التفكير الإبداعي، كما أن مشاهدة الأعمال الفنية مُلهمة للأفكار، لذا يساعد إضفاء المصممين على الفراغ المعماري لمستهم الخاصة باستخدام أعمال فنية أو أثرية الأطفال على القدرة على التخيل والابتكار.

الإنفتاح والرحابة:
توجد بعض الأدلة على وجود ارتباط بين الحركة والأفكار الإبداعية. لذلك يعزز توفير مكان إبداعي في دار الأيتام بمساحة أرضية كافية الإبداع لدى الأطفال. يمكن أيضاً استخدام هذا الفراغ لممارسة اليوغا والتأمل أو أي شكل آخر من أشكال الاسترخاء.
تعطي الأماكن الفسيحة إحساساً بالانفتاح، وتحرر الفكر من الموانع والقيود وبالتالي يجب أن تجعل استراتيجيات التصميم الغرف تبدو أكبر مما هي عليه للمساعدة في خلق هذا الشعور.

العواطف وعلاقتها بالجانب البيئي
الفضاء والشكل:
قدم العديد من الباحثين أدلة على تأثير الأشكال المختلفة على الأفكار والمشاعر. على سبيل المثال تثير المساحات المكونة من أشكال حادة كالمثلثات أو الأهرامات أو أي أشكال أخرى بزوايا قائمة مشاعر الناس وتحفزهم. وعلى العكس من ذلك تعتبر المنحنيات والأشكال الدائرية الملساء التي ليس لها حواف حادة أكثر ملاءمة للأطفال الذين ما زالوا في طور النمو.
كشف علماء النفس عن أهمية الرموز والأشكال حيث إن أخذ ذلك في عين الاعتبار يساعد على إنشاء بيئة أكثر جدوى وفاعليّة.
الأشكال التالية تعبر عن هذه المعاني والمشاعر:
- الدائرة ترمز إلى الاتصال، والحركة، والأمان، والكمال.
- يمثل المربع النظام، والمنطق، والاحتواء، والأمن.
- يصور المثلث الطاقة، والقوة، والتوازن، والقانون، والعلم.
الألوان:
للألوان أيضاً تأثير كبير لذلك ينبغي إيلاء اهتمام خاص بالألوان المستخدمة في الفراغات المعمارية المستخدمة للأطفال، على سبيل المثال اللون الأصفر الفاتح يضفي إشراقاً على المكان، مما يؤدي إلى إعطاء طاقة من النشاط إلى الأشخاص، بينما اللون الأحمر يثير ردود أفعال قوية، أما الأخضر فإنه هادئ ويتكيف مع جميع الأسطح والأشكال.

المسافات:
تظل المسافة من مكان إلى آخر أمراً حيوياً لرفاهية الطفل. بنفس الوقت يجب ألا يكون لدار الأيتام ممرات وبوابات لا نهاية لها تُسبب ضياع الطفل. يجب أن تسمح المسافات للأطفال بالتنقل من مكان إلى آخر بسهولة.
المقياس:
لا يمكن للمرء أن يشعر بالراحة في غرفة ذات سقف شاهق الارتفاع أو عندما يكون السقف منخفضاً جداً فالمقياس عامل مؤثر في التصميم أيضاً، عليه أن يتناسب مع الفئة العمرية لمستخدمي المكان. (Vartanian et al., 2015)؛ وبالتالي يجب أن يختلف شكل التصميم فيما إذا كان للبالغين أو للأطفال، لأن صفات المكان تؤثر على مزاج الأطفال وعواطفهم.
على سبيل المثال تشتمل مناطق اللعب الداخلية على مساحات مشتركة داخل دار الأيتام، لذلك يجب أن تكون الألوان والمقياس والمساحات والأشكال متناسبة مع حجم الفراغ.

أماكن الراحة:
يمكن أن تتخذ أماكن الراحة في منزل الأطفال عدة أشكال منها أركان نومهم، لكن تبقى الأقبية والمخازن ومظلات الحدائق تحتوي على عناصر سرية لإلهام اللعب الخيالي. افترض شيريدان بارليتSheridan Bartlett (1997) أن تصميم منزل حصري للأطفال يتطلب سقيفة وستائر وخزائن واسعة وأبواب ضيقة ومقصورات وأكواخ وسيحول الأطفال هذه العناصر الأساسية إلى تصميمات غريبة الأطوار داخل البيئة المعمارية.
وبالمثل يمكن أيضاً أن توجد أماكن الراحة في الهواء الطلق ليستمتع الأطفال في الساحات الخارجية والغابات وتسلق الصخور واللعب بالأراجيح والرمال. أخيراً إذا تم فهم هذه العناصر حقاً ودمجها في منزل الأطفال الأيتام فإن عقولهم ستتحفز بشكل كافٍ وسيتم تغذيتهم عاطفياً وجسدياً.

الحدائق:
تجذب الطبيعة الأطفال بتنوعها وجمالها (أولريش ، 1991)و لقد أعلن الباحثون في مجال الرعاية الصحية أن الطبيعة تؤثر بشكل إيجابي على الأشخاص، بسبب تحكمها في التوتر والانزعاج حيث أنه في دراسات حديثة عن الإجهاد وآثاره الصحية الضارة، تم عرض صور لعناصر مختلفة على مجموعة من المشاركين في البحث. وفي معظم الحالات التي تم فيها عرض صور لها علاقة بالطبيعة أبدى المشاركون هدوءاً واضحاً، مما دل على انخفاض هرمونات التوتر وضغط الدم ومعدل التنفس ونشاط الدماغ. وبالمثل يمكن أن يحسن التواجد في الحدائق النوم والحالة الذهنية وتحمل الألم.
الهدف الأساسي من هذه الحدائق هو خلق منظر هادئ، يمكن النظر إليه من نافذة الغرفة للمساعدة على الاسترخاء.

العناصر التي يجب مراعاتها عند تصميم حديقة الطفل:
- دخول مناسب للطفل
- مساحة مريحة للموظفين وأولياء الأمور
- العديد من الخيارات للتفاعل مع الطبيعة من خلال الحواس والأنشطة العملية
- إمكانية الزراعة والحصاد
- إمكانية الوصول إلى الحديقة من عدة نقاط
- ظلال
- تساقط الأوراق والأغصان من النباتات والأشجار
- وجود حجارة
- تلال
- لافتات ممتعة
الخاتمة:
وبالختام عند تصميم أي مبنى ينبغي علينا كمعماريين التفكير بكل التفاصيل، ليس من المهم الاهتمام بالعنصر الجمالي والوظيفي فقط، بل أيضاً الفئة المستهدفة، والعامل النفسي، وتأثير هذا على التصميم.
المراجع:
فريق الإعداد:
إعداد: م. يسر السلقيني
نشر إلكتروني: تسنيم الحوراني
التدقيق العلمي: م.أمنية شيخه
التدقيق اللغوي: م.نوهه مصطفى