أسس التصميم للأطفال الأيتام- عناصر التصميم 1
هذا المقال من العدد 107، اضغط هنا لرؤية العدد.
المقتطف:
هناك العديد من المعايير والأسس التي يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء تصميم دور الأيتام لتكون ملاذاً آمناً صحياً ونفسياً وجسدياً لمن فقدوا عائلاتهم، سنتابع في هذا المقال قسماً من هذه الأسس التي علينا اتباعها أثناء عملية التصميم.
المقدمة:
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسهم في خلق بيئة محفزة في دور الأيتام، حيث يجب أن يتضمن نهجها التصميمي وجود عناصر إلهاء إيجابية وعناصر تصميم متعددة الحواس، ويجسد النظر والسمع واللمس والشم المكونات الأساسية للبيئة متعددة الحواس، بينما يشكل الإلهام والعاطفة أكثر الاستراتيجيات فعالية لتحقيق الإلهاء الإيجابي. ويتطلب تحديد العوامل الرئيسية للبيئة المحفزة تصنيفها في ثلاث فئات أساسية: الحواس، والعقل، والعاطفة. وتظل هذه الفئات متشابكة ومترابطة.

مكونات البيئة متعددة الحواس:
1. اللمس والملمس:
يسمح اللمس للفرد بإدراك الحواجز والتمييز بين جسده ومحيطه، وقد ينفصل الأطفال عن العالم المحيط بهم ما لم يتمكنوا من التعرف على هذا الشعور، لذا يمكن للأسطح المختلفة الملمس أن تخلق للأطفال بيئات حسية وإدراكية وتفاعلية ممتازة، ويمكن أن تؤثر أيضاً على إدراك الشخص للأطعمة والروائح والأصوات وذكريات التجارب الحسية الماضية.
مواد البناء الصلبة مثل الفولاذ والزجاج والألمنيوم تجعل المباني تبدو باردة وغير ودية، ويتم تصنيفها كآلات بدون حياة. بينما الخشب ودود الملمس ودافئ ٌويسمح بمجال واسع من التغيير في الأجواء، من الحيز الصغير الدافئ حتى الأسطح الملساء المنفتحة على نطاق واسع.

2. اللون:
يمتلك اللون التأثير الأكثر قوة وفعالية وروحانية في العمارة، لذلك حدد العلماء المختصون بدراسة تأثير اللون على الحالة المزاجية مبادئ التصرف العامة بناءً على نطاقات الألوان الواسعة.
اذ يولد الانطباع اللوني والمعنى الذي ينقله في المقام الأول مزاجاً هنياً أو إحساساً يدعم الفراغ، حيث يؤثر الاهتمام بألوان البيئة أثناء عملية التصميم على العلاقة بين الجوانب المعرفية والعاطفية والاجتماعية للأطفال والعديد من الجوانب الأخرى المختلفة. ويتيح اللون للأطفال اكتساب تجربة حسية مفعمة بالحياة، وبالتالي تكون الغرف ذات الإضاءة المشرقة أكثر إثارة من الغرف ذات الإضاءة الخافتة. يرتبط الطيف اللوني ذو الدرجة الدافئة (الأحمر والبرتقالي والأصفر) بالإثارة والتحفيز، في حين أن الألوان الداكنة والأكثر تشبعاً الآتية من نهاية الطيف اللوني تكون أقل إثارة.

3. الإضاءة:
الغاية الرئيسية الهامة في الإضاءة الداخلية هي توفير الراحة البصرية المناسبة، لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار استخدام الإضاءة الاصطناعية والطبيعية لتجنب حدوث تأثيرات على الصحة وجودة الحياة. فالإشعاع الشمسي وضوء النهار يؤثران بشكل عميق على فسيولوجيا الإنسان، عبر تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية لإفرازات الهرمونات ودرجة حرارة الجسم التي تؤثر على النوم واليقظة والمزاج والأفعال.
كما تؤثر الإضاءة على إدراك الأطفال لذلك يجب أن يتضمن مخطط تصميم دار الأيتام نسبة معتدلة من الفتحات (النوافذ والأبواب) للسماح بدخول ضوء النهار، بالإضافة لإمكانية استخدام الأضواء الصناعية في أماكن مختلفة بحسب الحاجة. على سبيل المثال يجب أن تحتوي كل غرفة على كمية إضاءة مناسبة تبعاً للغاية منها وفوائدها.
4. الحركة:
العناصر المتحركة أكثر جاذبية وحيوية من العناصر الثابتة. ولهذا توجد العديد من الطرق لدمج الحيوية في التصميم الداخلي وذلك من خلال استخدام: أجهزة عرض للصور المتحركة، المنحوتات الحركية، النوافير وغيرها من الابداعات الميكانيكية، أو من خلال استخدام الإضاءة غير المباشرة للمنحوتات والنباتات التي تعطي ظلالاً متحركة تلفت الانتباه. أيضاً يمكن للكائنات الحية مثل الأسماك والطيور والقطط والحيوانات الأليفة الأخرى أن تقدم إثارة غير متوقعة.
إن دمج هذه العناصر في دور الأيتام يمكن أن يبقي الأطفال منجذبين ومشغولين ومستمتعين باستمرار.


5. الصوت:
يُعد تنوع الأصوات واللغات من المتطلبات البيئية لنمو طفل صحي، وزيادة أو قصور ذلك قد يؤدي إلى العديد من المشاكل. أحد أهم هذه المتطلبات هو توفر الموسيقى لأنها تؤمن جواً صوتياً ممتعاً للأطفال الأيتام، حيث تمنحهم فرصة تساعدهم على نسيان مشاكلهم وأحزانهم اليومية.
يعود أول استخدام للموسيقى في دار الأيتام إلى القرن السابع عشر في أوروبا، حيث أدرك مديرو دور الأيتام حينها دور الموسيقى في تهدئة الحزن في بعض الأحيان، وغمر هؤلاء الأطفال الذين خسروا آبائهم نتيجة لمأساة ما أو الذين تم التخلي عنهم بسبب الفقر. فتم العمل على تشكيل فرق موسيقية للعزف على آلات متنوعة ضمن دور الأيتام ودعوة الأشخاص لمشاهدة هذه العروض، استمرت هذه العادة بالظهور لأنها علمت الأطفال الانضباط وشددت على أهمية العمل الجماعي لتحقيق هدف مشترك. لذلك يجب أن تفكر دور الأيتام اليوم في دمج هذه الطريقة كممارسة في أنشطتها اليومية.

6. الرائحة:
يُعد الإنسان من الكائنات البصرية في أغلب الأحيان لذلك يقوم المصممون بتطوير البيئة البصرية بمهارة.
لكن يمكن استخدام الحواس الأخرى أيضاً بنجاح لتمثيل تجارب لا تُنسى و للتعلق الإيجابي بالمكان، حيث أشار “هول” (1966) إلى أن تصور الأماكن المرتبطة بروائح معينة أقوى بكثير من تلك التي يمكن التعرف عليها عن طريق الرؤية أو الأصوات.

المراجع:
فريق الإعداد:
إعداد: م. ساره سهيل سلوم
نشر إلكتروني: تسنيم الحوراني
التدقيق العلمي: م.أمنيه شيخه
التدقيق اللغوي: م. نوهه مصطفى