فيلا سافوي في باريس, فرنسا للمعماري لوكوربوزييه - Villa Savoye in Paris, France by Le Corbusier

المقتطف:

المشاريع المعمارية قد تكون سبب نجاح مصمميها وبعضها قد تكون سبب فشلهم أما بالنسبة لمشروع فيلا سافوي فقد كان نقطة تحول للمعماري لوكوربوزييه جعلت نجمه يسطع أكثر فكان ومازال اسماً معمارياً هاماً فكانت فيلا سافوي منحوتة معمارية عصرية مزجت بشكل دقيق بين الشكل والوظيفة .

تقع فيلا سافوي ” Villa Savoye” في بواسي “Poissy وهي بلدة صغيرة تقع خارج العاصمة الفرنسية باريس.

تم إنهاء العمل على الفيلا في عام 1929 من قبل المعماري لوكوربوزييه وكانت مثال يجسد عصر العمارة الحديثة فكانت تعبيراً واضحاً عن مقولة المعماري لوكوربوزييه ” المنزل هو آلة للعيش” من حيث التخطيط والمواد والموقع لكنها آلة تحقق أعلى مستويات الترفيه كما أضيفت لقائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1964 كمعلم تذكاري تاريخي ذات أهمية عالمية.

الفكرة التصميمية:

اعتمد لوكوربوزييه على ركائز قوية في تصميمه العمارة السكنية والتخطيط الحضري وقد تجلت بشكل واضح بتصميمه فيلا سافوي فكانت مثال يجسد ما عرف بمبادئ لوكوربوزييه الخمسة

  • استخدام الأعمدة لرفع المبنى عن مستوى الأرض.
  • مساقط معمارية مفتوحة ومرنة بسبب خلوها من الجدران الإنشائية الحاملة.
  • واجهات معمارية حرة منفصلة عن العناصر الإنشائية للمبنى.
  • نوافذ شريطية أفقية مستمرة على طول الواجهة لتحقيق أكبر استفادة من الإضاءة الطبيعية.
  • استغلال سطح المبنى بحدائق ودمج الطبيعة مع  شرفات البناء.
صورة توضح المبادئ الخمسة الأساسية المعتمدة لتصميم فيلا سافوي.
صورة توضح تدرج أحجام الفيلا من الأسفل للأعلى واللون الأخضر للطابق الأرضي.

حيث رفع لوكوربوزييه المبنى على أعمدة ليبدو خفيفاً وعائماً وجعل من الطابق الأرضي ذو قاعدة صغيرة مربعة التشكيل تتوسع لتأخذ شكلاً مستطيلاً في الطوابق العليا متخذاً اللون الأخضر ليبدو أكثر اندماجاً بالطبيعة المحيطة واعتبر المبنى هيكل خرساني ذو واجهات بسيطة تخلو من الزخارف، كما اهتم لوكوربوزييه بكل التفاصيل داخلياً وخارجياً فكان الأثاث الداخلي من تصميمه أيضاً.

فراغات المشروع: 

يؤكد لوكوربوزييه على تصميم فراغات مفتوحة على بعضها البعض. حيث يتألف المبنى من طابقين يخصص الطابق الأرضي للخدمات والصيانة ويمتاز بواجهة زجاجية منحنية تتماشى مع نصف قطر دوران السيارات للممر أسفل المبنى لتسهيل وصول المستخدم إلى المرآب وهذا ما جعل شكل الطابق محدداً. وفي الطابق العلوي تتوزع فراغات المعيشة -المضاءة بشكل جيد بسبب النوافذ الشريطية – حول شرفة مشتركة مفصولة عن الفراغ بجدار زجاجي وهي مساحة مشتركة يتم فيها دمج المناظر الطبيعية مع الهندسة المعمارية كما تم وضع الفراغات العامة والخاصة حول الشرفة ويفصل بينها جدران زجاجية. 

صورة توضح المساقط الأفقية للفيلا. (الأرضي – الأول – الأخير) من اليسار لليمين.

كما تم مراعاة التوجيه عند توزيع الفراغات فنجد أن غرفة المعيشة والمطبخ والمخزن على طول الواجهة الشمالية الغربية بينما تقع غرف النوم على الجانبين الشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي.

صورة لتوضيح الشرفة التي تتوزع حولها الفراغات الداخلية واستثمار أجزاء منها لأحواض خضراء.

يتم الانتقال بين الطوابق من خلال درج حلزوني يبدأ من الطابق الأرضي وصولاً لسطح المبنى الذي تم استثماره كحدائق تأكيداً على فكرة لوكوربوزييه بكون قضاء الوقت في الخارج واستنشاق الهواء النقي يرفع من جودة الحياة ويحسنها، وتظهر كتلة الدرج الحلزوني بشكل أسطواني بارز عن سطح المبنى متضاد مع واجهة المبنى المستطيلة التشكيل كما أن لوكوربوزييه يحفز المستخدم على إجراء جولة في المبنى من خلال سلسلة من الرامبات التي تبدأ من الطابق السفلي وصولاً للسطح فيجعل الحركة أكثر سلاسة واستمرارية.

صورة توضح الدرج الحلزوني الداخلي والرامبات .

النظام الإنشائي:

أدرك لوكوربوزييه قوة الخرسانة المسلحة لذلك اعتمدها بشكل أساسي، كونها قادرة على تحقيق عنصر الحماية من الانهيار. الأمر الذي أعطى المبنى قوة هيكلية مع تدعيم للنوافذ الشريطية، كما أن الأعمدة كان لها الدور الأساسي بدعم الهيكل ورفع المبنى عن الأرض وهذا ما جعل المبنى خالي من الجدران الحاملة مما ساعد على تأكيد فكرة الفراغات المفتوحة داخلياً.

المواد المستخدمة:

استخدم بشكل أساسي الخرسانة المسلحة والفولاذ والآجر بالإضافة للزجاج الذي تم استخدامه في النوافذ الشريطية.

صورة توضح الأعمدة الإنشائية البيتونية والبلاطات المستوية.
صورة لتوضيح المواد في تصميم المبنى (البيتون للأعمدة والبلاطات- الآجر)

وختاماً تبقى فيلا سافوي ابتكار لوكوربوزييه للعمارة الحديثة التي يدمج فيها الوظيفة والتعبيرية مع التكنولوجيا لتكون خالدة معمارية لتشكيل المستقبل.

صورة توضح الفيلا ليلاً.

معرض الصور:

المراجع:

فريق الإعداد:

إعداد: حنين نزيه شدود
التنسيق: م. دانا غانم

التدقيق العلمي: م.مريم محمد ابراهيم
التدقيق اللغوي: م.حنان حداد

نشر إلكتروني:  محمد ميار الخلف

مقالات قد تعجبك

Screenshot 2024-08-30 164804
العدد 111
مقابلة مع المعماري المتخصص في العمارة الداخلية ريشار ياسمين
Amale_Andraos
من الشرق الأوسط إلى الغرب، عن الأكاديمية والعمل. لقاء مع د. امال اندراوس
1
بين السماء والأرض أم على الأرض؟
Untitled-1
تقنيات ومواد البناء الحديثة
مقابلة مع أعضاء من الفريق الفائز بمسابقة اليونسكو لإعادة تأهيل مجمع النوري في الموصل، العراق
Scroll to Top